منتديات حركة مجتمع السلم لرجام - تيسمسيلت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات حركة مجتمع السلم لرجام - تيسمسيلت

بسم الله الرحمان الرحيم (( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُون )) التوبة / 105  
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
مواضيع مماثلة

     

      الضحك... رؤية متناقضة (2)

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    حمس لرجام
    عاملي
    عاملي
    حمس لرجام


    ذكر
    عدد الرسائل : 1902
    العمر : 61
    العمل/الترفيه : الأنترنت
    تاريخ التسجيل : 04/09/2008

     الضحك... رؤية متناقضة (2) Empty
    مُساهمةموضوع: الضحك... رؤية متناقضة (2)    الضحك... رؤية متناقضة (2) Emptyالسبت يونيو 26, 2010 12:32 pm

    النظرة السلبية:
    ما عرضنا له في المقال السابق إن هو إلا أحد وجهي النظرة الإسلامية إلى الضحك، يقابله تمامًا وجه آخر لا يقل أهمية.
    فالأقوال متواترة تنهى إن لم يكن عن الضحك بصورة قطعية فهي تنهى عن التمادي فيه، أو استخدام الكذب أو إيذاء الآخرين كوسائل مضحكة، وهي أمور كل منها له براحه الدلالي الرجراج الذي يجعل التحريم يجور على الإباحة ويقلصها حتى لا يبقي منها شيئًا.
    فيروى عن الرسول- صلى الله عليه وسلم: "إن الرجل ليتكلم بالكلمة يضحك بها جلساءه يهوي بها أبعد من الثريا"، ويروى عنه- صلى الله عليه وسلم- كذلك: "ويل للذي يحدث الناس فيكذب ليضحك الناس"، ويروى أيضًا قوله- صلى الله عليه وسلم- "المزاح استدراج من الشيطان واختلاع من الهوى".
    وعن على- كرَّم الله وجهه- ما مزح أحدٌ إلا مج من عقله مجه، وذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، فقال: إياك أن تذكر من الكلام ما يكون مضحكًا، وإن حكيت ذلك عن غيرك.
    وكتب عمر- رضي الله عنه- إلى عماله: "امنعوا الناس من المزاح؛ فإنه يذهب بالمروءة، ويُوغر الصدر".
    وقال الأحنف: كثرة الضحك تذهب الهيبة، وكثرة المزاح تذهب المروءة، ومن لزم شيئًا عُرف به.
    وقال عمر بن عبد العزيز: اتقوا المزاح؛ فإنه حَمْقة تُورث ضغينة.
    وقال إبراهيم النخعي: المزاح من سخف أو بطر.
    ورُوي عن ابن عباس في قوله تعالى ﴿مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا﴾ (الكهف: من الآية 49) أن الصغيرة الضحك، والكبيرة القهقهة.
    لسنا في حاجة إلى المزيد من الاستشهادات ولكن ما يعنينا هو الأثر الذي تركته هذه النظرة السلبية على مجمل الثقافة الإسلامية، وهل كان التأثير عادلاً يأخذ ما في هذه الآراء من قيم أخلاقية نبيلة لا يختلف عليها عاقلان لأهميتها لتحقيق التوازن المطلوب في الحياة؟ أم تعدّى ذلك إلى تعضيد موقف سلبي يرفض الضحك ولا يفرق بين ألوانه المختلفة ودرجاته المتباينة؟
    إن على بن أبى طالب الذي قال: روحوا القلوب، واطلبوا لها طرف الحكمة؛ فإنها تمل كما تمل الأبدان، هو نفسه القائل: إياك أن تذكر من الكلام ما يكون مضحكًا، وإن حكيت ذلك عن غيرك! ويا له من تحذير ينطوي على ما يشبه المنع التام. وإذا تذكرنا القاعدة التي احتضنتها الحضارة الإسلامية وحافظت بها على التراث الإنساني حتى ما يتعارض منه مع عقيدة وفكر الإسلام، تلك القاعدة التي تنص على أن ناقل الكفر ليس بكافر- إذا تذكرنا ذلك- ستروعنا هذه الكلمة المنسوبة إلى علي- كرم الله وجهه- التي لم يمنع بها الضحك فقط بل تعداه إلى رواية المضحك!!!
    قد يتطرق إلى الذهن أننا نحمّل الأمور أكثر مما تحتمل ونخرج بالنصوص عن نطاقها الأخلاقي الذي لا يزيد عن كونه تحذيرًا من المغالاة والشطط في الفكاهة مما يسبب الإيذاء أو يوقع في الكذب وما شابهه. غير أن الأمر جد خطير والأثر السلبي تعدى ما يمكن قبوله ولاستجلاء ذلك فلنتذكر موقفًا ما توفرت فيه أسباب المزاح البريء بين الأصدقاء فإذا ما شرع أحدهم في رواية طرفة ما إذا بمن يتصدى له محذرًا من الوقوع في الكذب إن لم تكن تلك الأحداث قد حدثت فعلاً! وأنى للمسكين أن يأتي بطرفة مضحكة حقًّا إن لم تكن مصطنعة مختلقة فما عليه أن يصمت غير مقتنع ولا يملك الحجة لبراءة فعله.
    هذا المثال إن بدا ساذجًا في رأي البعض خاصةً إذا أدرجنا هذه الطرف وأشباهها ضمن الأمثال التي لم تحدث وضربت على سبيل التمثيل للاعتبار والعظة في القرآن الكريم والسنة المطهرة كأولئك القوم الذين استهموا في سفينة فأراد من كانوا أسفلها خرقها للحصول على الماء إلى آخر القصة التي جاءت في الحديث الشريف.
    نقول إن هذا الأمر إن بدا واضحًا بديهيًّا لا يحتاج إلى عناء في الاستدلال إلا أنه كان قديمًا وحديثًا تهمةً ترفع في وجه الأدباء فما زلنا نسمع من يحرم القصص والروايات لأنها كذب مختلق، ونفس التهمة وجهها ابن الخشاب للحريري صاحب المقامات التي اعتبرها خصمه كذبًا يدخل في مناهي الشرع، والعجب العجاب أن ابن بري المدافع بكل قوة عن الحريري كانت طريقة نفيه تهمة الكذب عنه هي إعلانه أن أبطال المقامات لهم وجودهم البشري الحقيقي.
    إن قضية الكذب وكون الضحك يجب ألا يدخل فيه منه شيء نعتقد أنها تلتبس بأمورة كثيرة متداخلة من النية والقصد والتوقيت مما يحتاج إلى إعمال العقل واستيقاظ القلب ولا نقف عند الألفاظ وإلا وجدنا أنفسنا- بالمقياس نفسه- ندخل بعض مزاح الصحابة في هذا الباب مما نظنه كذبًا مع أنهم خير من فهم عن النبي- صلى الله عليه وسلم- بل إن موقف النبي مع الأعرابي الذي احتضنه من الخلف وضع يديه الشريفتين على عينيه وقال: من يشتري العبد حتى خاف الأعرابي أن يصدق الناس عبوديته وخلص نفسه فرأى النبي- صلى الله عليه وسلم- هذا الموقف وغيره من مزاح النبي والصحابة والتابعين يحدد مفهوم الكذب المنهي عنه بوضوح دون مزايدات- إن صح التعبير-.
    لقد حاول البعض وأجهد نفسه في محاولة التوفيق بين النظرتين السابقتين الإيجابية والسلبية، ونرى أنه ليس ثمة حاجة لذلك، فالإسلام يدعو إلى الوسطية في كل شيء والضحك مباح باعتدال ككل مباح في الإسلام غير أن التعامل الرفيع والتفريق بين السلبي والإيجابي لم يكن ملزمًا للأدباء ولا لغيرهم من جمهور المسلمين، بل هي آداب وقيم يختلف التزام الفرد بها حسب عقيدته وإيمانه، وإذا عرفنا أن الفكاهة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالفحش والمجون وأنها تجد فيهما مرتعًا خصبًا تنمو وتترعرع فيه، مع نزوعها إلى الخروج عن المألوف في كل شيء، ربما يسرت لنا تلك المعرفة استمرار النظرة السلبية إلى الضحك وعدم الأمل في اختفائها في يوم من الأيام.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
     
    الضحك... رؤية متناقضة (2)
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    منتديات حركة مجتمع السلم لرجام - تيسمسيلت  :: منتدى الإبداع :: قسم إبتسم معنا-
    انتقل الى: