بوادر جدل بفرنسا حول النقاب

بدأت تلوح في فرنسا بوادر جدل حاد بشأن ارتداء النقاب على خلفية تصريحات الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الرافضة له وانقسام الجالية المسلمة بشأن تلك التصريحات.

وقال مراسل الجزيرة في باريس نور الدين بوزيان إن ممثلي الجالية المسلمة بدوا منقسمين حول ما جاء في خطاب الرئيس ساركوزي أمام أعضاء البرلمان بشأن الإسلام وارتداء النقاب الذي قال إنه غير مرحب به.

وأفاد المراسل أن بعض مكونات الجالية المسلمة في فرنسا اختار التركيز على مقطع من كلمة الرئيس الفرنسي قال فيه إن "العلمانية ليست رفضا للديانات بل مبدأ يقوم على الحياد والاحترام... في الجمهورية يجب احترام الإسلام بنفس قدر احترام باقي الأديان".

في المقابل دعت أطراف أخرى إلى الصمود ضد التوجه الحالي في صفوف الطبقة الحاكمة بفرنسا الرامي إلى حظر النقاب، معتبرين أنه من شأن الخطوة أن تفضي لاحقا إلى حظر كلي للحجاب.

ويقول منتقدو ذلك التوجه إنه حري بالسلطات الفرنسية في الظرف الحالي أن تحارب التمييز في سوقَيْ العمل والإسكان الذي أدى إلى شقاق بين التيار العام في المجتمع وكثير من الشبان من أبناء المهاجرين.

تداعيات الحظر
ونقل المراسل عن رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية محمد موسوي تساؤله عن سبل تطبيق أي حظر محتمل للنقاب على مسلمات يحملن الجنسية الفرنسية.

ويذكر أن السلطات الفرنسية قد رفضت منح الجنسية الفرنسية لمهاجرة من أصل مغربي بذريعة أنها ترتدي النقاب رغم أن زوجها وأبناءها يحملون الجنسية الفرنسية.

ورجح البعض أن تكون تصريحات الرئيس ساركوزي أمس بشأن النقاب بمثابة رد على ما جاء في الخطاب الذي وجهه الرئيس الأميركي باراك أوباما للعالم الإسلامي في الرابع من الشهر الجاري الذي أكد فيه على "حق النساء والفتيات في ارتداء الحجاب".

وفي خطوة جديدة في ذلك الملف تم اليوم تفعيل مقترح تقدم به عشرات البرلمانيين قبل أيام حيث قرر أعضاء البرلمان في الجمعية الوطنية بفرنسا إنشاء لجنة لبحث مسألة انتشار ارتداء النقاب.

وقال برنار أكوير زعيم الأغلبية في البرلمان إن الهدف من إنشاء اللجنة سيكون بحث المسألة بدون وصم أي أحد بأي صفة.

وقد اتهم موسوي البرلمانيين الفرنسيين بتضييع الوقت في البحث حول ظاهرة وصفها بأنها هامشية، مؤكدا أنه من شأن ذلك وصم الإسلام والمسلمين في فرنسا الذين يقدر عددهم بنحو خمسة ملايين.