منتديات حركة مجتمع السلم لرجام - تيسمسيلت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات حركة مجتمع السلم لرجام - تيسمسيلت

بسم الله الرحمان الرحيم (( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُون )) التوبة / 105  
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
مواضيع مماثلة

     

     بقلم رئيس الحركة .... رسالة إلى أخي.

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    حمس لرجام
    عاملي
    عاملي
    حمس لرجام


    ذكر
    عدد الرسائل : 1902
    العمر : 62
    العمل/الترفيه : الأنترنت
    تاريخ التسجيل : 04/09/2008

    بقلم رئيس الحركة .... رسالة إلى أخي. Empty
    مُساهمةموضوع: بقلم رئيس الحركة .... رسالة إلى أخي.   بقلم رئيس الحركة .... رسالة إلى أخي. Emptyالخميس يناير 07, 2010 3:05 pm

    حديث الثلاثاء: أبوجرة سلطانيتنبيه استلمنا رسالة مطولة من أخ وقع باسم "كريم" فيها كثير من النصائح الأخوية والمعاني التربوية، ولولا أنه نبه في خاتمتها " أرجو عدم نشرها " لنشرناها لتعم بها الفائدة.. فأردنا أن ننقل " روحها" مع بعض النصائح والتوجيهات احتراما لالتماس المرسل، مع الاعتذار له سلفا.
    مقدمة: الإنسان لحم ودم وعصب.. وهو مشاعر وعواطف ووجدان.. ومهما كانت مرتبته أو علمه أو وضعه الاجتماعي يبقى إنسانا بحاجة إلى لفتة آسرة، أو لمسة حانية، أو كلمة طيبة من أحد لم يكن يتوقع منه هذا التواصل وهذا الحب، فالإنسان العامل في أي ميدان ليس آلة ولا قطعة غيار، والعاطل عن العمل – مهما كانت أسباب البطالة - ليس " خردة " ألقت بها الأيام في زوايا النسيان، فالإنسان " كتلة جمالية" تحركها العواطف وينظم العقل مواقفها وعلاقاتها.. وحتى الأثرياء من الناس بحاجة إلى كلمة طيبة وهدية رمزية بمناسبات يعتبرونها لصيقة بحياتهم وذكريات طفولتهم التي لم تكن بمستوى ثرائهم اليوم، والذي يفارقك غاضبا أو محتجا أو ناقما عن " وضعية " لم تعجبه سوف يصطدم بوضعيات أسوأ مما فر منها، وسوف يلتمس لك الأعذار إذا وضع نفسه في نفس الظروف التي كنت تعمل فيها معه ولا يجد – إن كان منصفا – إلا أن يذكرك بخير ويردد مقالة يوسف – عليه السلام – لإخوته " لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين "


    1- نهايتها موت: أقول لك يا صاحب الرسالة: لماذا أرى وجهك مكفهرا كأنّك أفطرت في رمضان أو استيقظت بعد طلوع الشمس فما صليت فرضك وما أدركت الجماعة، أو فقدت عزيزا بعد طول جفاء، لماذا تحدثني بلهجة من يبحث عن إبرة في كوم من التبن، ولماذا تقابلني بوجه مسود كأنك تحمل أوزار القوم وتشكو ما كنت أنت سببا فيه بنفس كظيمة وكأنك ضيعت ضربة جزاء أو انهارت ثروتك في بورصة وول ستريت؟ لماذا تصافحني بيد كأنها أخرجت لتوها من ثلاجة وتبتسم مكرها بفم ملدوغ بإبر النحل أومتفصد بسم الأفاعي؟ لماذا تجتهد في نسف جسور الأخوة بيني وبينك وقد علمت أنك كنت واحدا من بُناتها يوم كنت تردد معنا : "الله غايتنا"، وأنت الذي تعبت في إقامتها ودفعت ثمنا باهضا من وقتك وجهدك لتجعلها همزة وصل بيني وبينك؟ أتراك ( كما قال الشاعر) " سئمت الكفاح وألقيت عن كاهليك السلاح"؟


    ثق يا عزيزي أني لم أطلب منك أن تكون "صورة طبق الأصل" مني ولا من أحد من إخوانك.. ولن أفعل ذلك لأني أدرك أن الله خلقك مختلفا عن كل الناس ويسرك لما خُلقت له.. ومن الظلم أن أطلب منك أن تكون "ظلا" لزيد أو "ذيلا" لعمرو، فكل ما أطلبه منك هو أن تكون "مميزا" وأن تكون أنت هو أنت: لك رأيك وموقفك وطموحاتك.. ولكن من داخل الصف وفي إطار المؤسسات، وأن توجه لنا النصح الهادئ ولكن بأعصاب هادئة ونية صادقة ومن داخل المؤسسات، وأن تفرغ ما في جعبتك من سهام ولكن بعد أن تعلم أن التدريب الميداني يتم في حقل رمي الحركة لا "في قرى محصنة أو من وراء جدر".

    أعلم أن قلبك صار من كثرة المحن غليظا، ولكن طبعك ظل حساسا, وشعورك مازال مرهفا.. وأنك صرت شديد التأثر "بكلام الناس" وقد أحسست بكل ذلك – من خلال رسالتك الرائعة – ولكن فاتتك جملة من الأمور التربوية كان واجبا عليك أن تضعها في الحسبان، وأنت تكتب إلينا مشفقا علينا وناصحا وموجها، كان يجب أن تلزم نفسك بما تدعونا إلى الالتزام به، وتتخلق بأخلاق الإسلام الرائعة التي يجمعها قول الرسول – صلى الله عليه وسلم – " في حديثه الجامع :" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، واعلم يا أخا الإسلام:

    • أن للناس قلوبًا وطباعًا ومشاعر.. كما لك قلب وطبع وشعور
    • وأن ضريبة العمل الجماعي هي الصبر على أذى الناس مع واجب خلطتهم
    • وأن الانخراط في الجماعة بثبات بحاجة إلى فقه تحمل وتواضع وتجرد..
    • وأن الإدعاء بأنك أنت "الأطهر" والأنقى والأتقى..إلخ تزكية لمقالة إبليس: " أنا خير منه.."
    • وأن خروجك من صف إخوانك خطأ لا يمكن تبريره.. وسيحرمك فضل الصابرين وكرامة التائبين
    • وأن العمل مع إخوانك، في الميدان مع احتمال وقوع الخطأ أورع من القعود السلبي مع الخوالف في الصواب
    • وأن الحب والبغض في الله من تمام الإيمان، أما الانتصار للنفس فمرض عضال ستموت به إن لم تتدارك نفسك
    • وأنك إذا فتحت ثغرة للشيطان في جدار إخوانك فإن الثور الأسود مأكول بعد الفراغ من افتراس الثور الأبيض، والقصة تعرفها.. ولا ينفع بعدها لطم خدود ولا شق جيوب ولا وقوف على الأطلال الدارسات، وما أسهل أن يفر الجندي من أرض المعركة ليراقبها من برج عال وينقل وقائعها إلى الناس بالصوت والصورة كما ينقل المعلق الرياضي مباراة في كرة قدم، وعهدي بك عضوا في فريقنا كنت فيه "قلب دفاع" فكيف اخترت لنفسك موقع المتفرج الذي يناصر غرماءنا ويسجل أهدافا في مرماه ضد فريقه ويتلذذ كلما سكنت الكرة شباك "منتخبه" صائحا: "لقد خسروا المباراة لأني لم أكن معهم"، شامتا في من كنت تفتخر بانتمائك إليهم. قاذفا لبعضهم بأشياء فارغة ولكنها مهينة لك قبل أن تتسبب في إهانة من كنت معهم في السراء والضراء..

    لقد نسفت الجسر الأخوي الذي كان بينك وبين إخوتك ووقفت على الضفة الأخرى فقرر إخوانك –برغم الألم والجراح- أن يمدوا بينك وبينهم جسرا من الحب، ولقد سارعت بالعداوة فأقمت بيننا وبينك سورا "فولاذيا" من الحقد والكراهية والتهجم على كل ما هو جميل.. فقررنا أن نبني صومعة عالية نرفع من فوقها الأذان وندعوك صباح مساء: " حي على الصلاة حي على الفلاح" ونستشرف من فوقها المستقبل ونراك وإخوانك جميعا تتحركون في جميع الاتجاهات بحثا عن "منفذ" للخروج وقد كانت أرض الله واسعة عليكم فضيقتم متسعا على أنفسكم وصرتم ممن "يشحذ" الصدقات المعنوية ممن لا يملك، وقد كنتم أنتم ممن يتصدق على الناس بل كيف صرتم ممن يمد يده ويتكفف الناس، فكيف هربتم من سعة الدنيا إلى ضيقها ومن بركات الجماعة إلى ويلات اللوم وعثرات القوم؟


    إذا كنت تقول يا أخا الإسلام "لقد تحولت الحركة إلى سجن.." فإني أقول لك : إن السجن الجماعي الذي تعتقد أننا محبوسون فيه أفضل ألف مرة من "الزنزانة الانفرادية" التي وضعت أنت نفسك فيها.. فنحن – بحمد الله ومنًّه – ما زلنا نقيم الصلاة ( في سجننا) جماعة، وننظم حلقات الذكر ( في سجننا) جماعة، ونخوض كل المعارك ( من داخل سجننا) جماعة.. فإذا حققنا النصر كان الفضل فيه لله ثم لبركات الجهد الجماعي وإذا حاقت بنا الهزيمة، كما للسابقين حدث يوم أحد، كانت الهزيمة لنا درسا تربويا نافعا عنوانه: " قل هو من عند أنفسكم".


    وهكذا ترى – يا أخي الهارب من الجماعة – أن نظرك صار عليلا وأن صبرك أمسى ضئيلا، وزادك بات قليلا، وقلبك أضحى عليلا.. ولعل ليلك سوف يصير – بعد أن هجرت إخوانك – ليلا طويلا، ثم سوف تكتشف – في نهاية المطاف- أن الذي هربت منه ليس بأسوأ من الذي هربت إليه، وأن الصحبة الجديدة اليوم سوف تبلى سرائرها بعد حين وتصير، بعد شهر العسل، قديمة ومن كل جدوى عديمة، وسوف تختلفون مع بعضكم كما اختلفتم معنا وتتفرقوا كما تفرقتم عنا، ويملُّكم الناس كما مللتموهم،وأن ما كنت تؤاخذه علينا من لمم ستجده أكثر بروزا في أصحابك، وأن كل "الانحرافات" التي حاولتم جمعها من شرق وغرب ورميتنا أنت بها، لن تضرنا، وسوف تزيد في قومنا وفي كل الأحوال ما زلنا نلتمس لك الأعذار، لعلمنا أن نيتك طيبة ما دمت تبحث عن الحق، ولكنك طلبت الحق فأخطأته بسبب واحدة من ثلاث:


    - إما لأنك فشلت في التواصل معنا فنسفت ما بيننا وبينك من جسور تواصل.. فهل هذه هي الأخوة.
    - أو لأننا فشلنا في فهم ما يدور برأسك فلم تتطوع بالشرح والسؤال.. وسارعت فاتهمتنا بالجهل والسفاهة
    - أو أننا، نحن وأنت، فشلنا في أن "نتفاهم" على الحد الأدنى فضاع منا الجمل بما حمل


    وفي الأحوال الثلاثة كلها نحن بحاجة إليك وإلى أخوتك كحاجتنا إلى حوار وتواصل من أجل "تطوير" فهمنا وتوسيع أفقنا وإعادة بناء شخصيتنا ومد جسور المحبة بيننا، والارتفاع عن "ذواتنا" إلى قمة الأخوة الشاهقة في الإسلام التي تدعونا وإياكم جميعا إلى "كلمة سواء" قبل أن يتخطفنا الموت فلا نجد ما نقوله لله رب العالمين إلا أن نردد: " ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين".


    2- شجاعة الاعتذار: قرأت رسالة الأخ "كريم" مرتين، وأعترف أنني استفدت منها استفادة عظيمة، وقد قلت في نفسي: ما أعظم أن يتعالى الإنسان فوق أنانياته، وما أهون أن يطأ الإنسان على قلبه ويدوس على مشاعره ويتجاوز "كبرياءه المغشوش" فيفتح قلبه لإخوانه ويشرح صدره لخلانه وأقرانه ويردد أمامهم جميعا ( وفي محفل عام ) مقالة الفاروق - رضي الله عنه -:" رحم الله امرأ أهدى إلي عيوبي" ثم يتبعها بأربع خطوات عملية:
    - يقدم اعتذاره للجميع معلنا أنه أخطأ في حق بعض إخوانه الطيبين الذين مازالوا يحبونه كما يحبون إخوانهم الأوائل، ويتطلعون إلى يوم يتوحد فيه الصف فيتغافروا ويجدد كل واحد توبة نصوحا لله تعالى خالصة لوجهه الكريم..وما أجمل أن يتطهر الإنسان ويتوب من أخطائه وخطاياه، وباب التوبة مفتوح: ومهما أخطأ الإنسان فإن كل ابن آدم خطاء.. " وخير الخطاءين التوابون"
    - يلتحق بالركب ويجلس بتواضع مع إخوانه " فكدر الجماعة خير من صفو الفرد"
    - يطرح كل التلاوم والمؤاخذات في سلة المهملات ويردد بقلبه ولسانه: " عفا الله عما سلف"
    - يبدأ عهدا جديدا عنوانه " إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءا ولا شكورا"

    فقد كان الأخ "كريم" شجاعا في طرحه عميقا في تفكيره بارعا في التخلص من " النقاط السوداء" التي تناثرت على بياض ثوبه ونصاعة خلقه بعد أن نزغ الشيطان بينه وبين إخوته، وأصارحكم القول أنه نجح في فرض احترامه على مشاعري..رغم قساوة ما جاء في ختام رسالته.. بل إنه جرني بكلامه الطيب – في مطلع الرسالة - من سويداء قلبي لأعترف له، ولكل من هو على شاكلته ( خلقا وأدبا وظرافة..) بخطأين كان لكل فرد منا نصيبه منهما في زرع بذور حقد قاتلة في قلوب إخوانه، وهما:
    - إرادة الوجاهة في عيون الناس بغير رصيد من تضحية أو احتياط من كمال أو أثره من قدوة.
    - البحث عن إصلاح خارجي للأشكال والصور، والقلوب خاوية من ذكر الله وشكره وحسن عبادته
    وفي الوقت الذي أتوجه فيه بالشكر الخالص للأخ "كريم" فإني أسجل على رسالته الملاحظات التالية:
    إن الناس – يا أخي – ليسوا "قوالب طوب" تبني بهم ما تشاء ولكنهم عواطف ومواجد ومشاعر وأحاسيس تتحرك وتفرح وتحزن وتسعد وتشقى.. وتؤثر فيها اللفتة الرومانسية واللقطة العاطفية والذوق الإيماني المتواضع، ولذلك فمن الشجاعة أن يعترف الإنسان لإخوانه بأخطائه وزلاته، ومن المروءة أن يمد يده لهم بالصفح والغفران، ولاسيما منهم من
    قال له يوما: " إذا كنت لا تحبني فذلك شأنك، أمّا أن تسبني فالأمر مختلف تماما" ونقول لك: ليست المسألة محصورة في الحب والسب وإنما المسألة تكمن في تضحيات من يعمل داخل المؤسسات وشجاعة من يتحمل التبعات.. ويتقبل النقد من إخوانه بقلب مفتوح..
    فليس عيبا أن نختلف أو تختلف الآراء، ولكن العيب أن نتصارع وتختلف القلوب، " فالاختلاف رحمة" إذا تقيد المختلفون بضوابط الاختلاف والتزموا بآداب الخلاف.. وقد خلقنا الله مختلفين في الصورة، والصوت، واللون، والبصمات، بل ومختلفون أيضا في القناعات وفي الطبائع، والغرائز، والمشاعر، وحتى في الأهواء.. وليس من حق أحد أن يفرض رأيه على الناس أو يملي "مزاجه" على الآخرين أو يحاول أن يجعل رأيه قرارا يفرضه على من يخالفونه الرأي، فذلك منطق مخالف للفطرة ومجانب للصواب بل ومتعارض مع صريح قوله تعالى:" ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين.." . نعم " لا يزالون مختلفين" لكن في إطار الأدب وفي دائرة الأخوة الإسلامية إن ضاقت بهم دوائر التنظيم وتنوعت البرامج والمناهج..


    * دعني أصارحك يا أخي – ما دمت تطلب المصارحة والوضوح – بأن الذين يتأففون من تصرفات إخوانهم لمجرد أنهم يخالفونهم الرأي ويعلنون الابتعاد عنهم عند أول خلاف ويناصبونهم العداء لأنهم قالوا كلمة حق أمام أخ مجتهد، هم واحد من أربعة أصناف من الناس، فحاسب نفسك وحدك ثم اختر لنفسك الصنف الذي تريد أن تكون فيه، وأعرض نفسك على كتاب الله تعالى وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم – ثم قل ما شئت بعد ذلك في الرجال والبرامج والمناهج، فمهما تهربت من الحقيقة تبقى واحدا من أربعة :


    • إما رجل يريد أن يحرق الأشواط ويشق الصفوف ليتصدر المجالس.. فاحترق بتصرفاته المتسرعة قبل الوصول وتلك وجاهة نكرهها..
    • وإما رجل يريد أن يبتز عواطف إخوانه بعواطف إخوانهم الكبار.. فخدرهم لبعض الوقت ثم – مع مرور الزمن – استفاقوا فعدّلوا مسارهم.. ثمّ "ألجموا نزوات العواطف بنظرات العقول" وتلك سجية نحبها.
    • وإما رجل فشل في مساره السياسي والدعوي ورأى الهدف بعيدا فأراد أن يغطي الفشل بالصياح والصراخ.. فخادع بعض الناس لبعض الوقت ثم صحت عقولهم فعرفوا حقيقته وذاك تنطّع نمقته..
    • وإما رجل آلف الاسترخاء في الظل فلما طلعت شمس الحقائق ذاب كفص ملح في الماء، وتلك نهاية نعوذ بالله منها ومن مدمنيها.
    ولأنك تطلب النصيحة مني فإني أقدمها لك في ثوب من الحب وأرجو أن يتسع صدرك للسّماع، وأن تزرع مساحات الخير والجمال في نفسك بأخضر الثقة فيمن تطلب نصحه.. وإلا فلن ينفعك نصحي ولن ينبت كلامي في قلبك إلا مزيدا من مشاعر الأسف التي طفح بها كيل حبك لهذه الحركة ورجالها الكبار، فلا أنت مقبل عليها راغب في العمل داخل مؤسساتها مع إخوانك، ولا أنت مدبر عنها باحث عن فضاء جديد.. فها أنت في وضع لا تحسد عليه بتركك الأمور كلها عالقة، فبادر بالاتصال أو احسم بالانفصال: " ولا تذروها كالمعلقة" ولأسهل عليك قطع المسافات الفاصلة بينك وبين الحق أوصيك بعشر:


    • أحذر أن يكون حديثك للناس فتنة، فإنك مسئول عن السمع والبصر والفؤاد
    • واحذر أن تعتقد أن للخير طريقا واحدا فللجنة ثمانية أبواب، ورحمة الله أوسع
    • وإياك والتنقيب عن العيوب والعثرات " فكلك عورات وللناس ألسن"
    • وإذا خاصمت فلا تفجر ولا تكثر الخصومات واللجاج والشكوى " فالشكوى لله وحده"
    • واجعل قدوتك ( بعد رسول الله – صلى الله عليه وسلم -) الناجحين والقادرين والأعلام.. ولا تتوكأ على عكاكيز واهية
    • وإياك والحسد فإنه يأكل حسناتك كما تأكل النار الحطب، ويصيبك بمرض اسمه " الخواء الروحي"
    • واذكر الناس بالخير في كل المجالس ودافع عن أعراضهم إذا كانوا غائبين.. فذلك زادك إلى الجنة وطريقك إلى مرضاة الله تعالى.
    • وغض بصرك عن المحارم وأغمض عينك عن النقائص ودرب نفسك على اكتشاف كل ما هو جميل مهما كان قليلا "فالقلب يعشق كل جميل"
    • واجعل لسانك بريد خير ولا تطلق له العنان فيصير مذراة شر وفتنة
    • وإذا لم تجد ما تقول من الخير فاصمت فإن " الصمت حكمة وقليل فاعله"
    وأخيرا، كن في هذه الدنيا نحلة طوافة على حقول الورد ومنابت الزرع وقمم الجبال، ولا تكن كالذباب لا يستريح إلا على أكداس القاذورات ولا يحط إلا فوق الجثث الطافية، واعلم أنك بهذا الموقف المشرف قد أنقذت نفسك من الهلاك مرتين:
    - أنقذتها من السقوط القاتل بين أيدي جماعة برنامجها الوحيد هو البحث عن عيوب الآخرين وتتبع عوراتهم والتلذذ بسقطاتهم.. فهم في وضع يشبه ما صوره القرآن الكريم في أمثالهم: " إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبك سيئة يفرحوا بها"
    - وأنقذتها من مصير قوم مفلسين نهايتهم ضياع حسناتهم في قيل وقال وكثرة سؤال وتتبع عورات وهتك حرمات وإفساد صداقات وجرح مروءات بالهمز واللمز والغمز وتأكيد ذلك باليمين والمشي بنميم، وقد أنجاك الله منهم، وأمرك بهجرانهم وعصيانهم:" ولا تطع كل حلاف مهين همّاز مشّاء بنميم منّاع للخير معتد أثيم عتل بعد ذلك زنيم.."

    وما دمت قد ابتليت أخبارهم واكتشفت أسرارهم واطّلعت على سوء نياتهم وغدر طوياتهم فأنت بحاجة إلى هجر مجالسهم، يدعوك دينك أن تعتزلهم وتلزم بيتك لفترة ( في خلوة إيمانية) تراجع فيها نفسك وتخلو فيها إلى ربك، وتعتصم بالعروة الوثقى، وتطهر نفسك من قالة السوء.. وفي هذا الطريق، وأنت سائر إلى ربك، أنصحك بثلاث منجيات:
    أ‌- كتاب الله تعالى : تلاوة وفكرا وتدبرا..فإن فيه خير ما قبلكم ونبأ ما بعدكم..
    ب‌- قيام الليل : لتجديد إيمانك توبة وإنابة وصقل قلب مريض، مع شيء من الصدقات.
    ت‌- صلاة الجماعة : فإنها تعلمك التواضع وتعيد ربطك ببيوت الله وصلتك بأرحامك..
    وستكتشف بعد مدة قصيرة، من العزلة والتأمل، أنك كنت "ضحية" زمرة من الناس لا يحبون إلا أنفسهم ولا يفكرون إلا في مصالحهم..وهم يفعلون ذلك ويتهمون غيرهم بكل المصائب والمعايب.. كبائع القردان يقبض الثمن ويضحك على الشاري.

    الخاتمة: سعدت برسالتك يا " كريم" وأدركت أن المؤمن الحق كالجوهرة الكريمة، مهما علاها الغبار تبقى " جوهرة" وتبقى كريمة، فإذا وجدت من ينفض عنها غبارها عاد إليها رونقها ولمعانها وأدرك الناس حقيقتها، وإذا كانت المعادن الكريمة تعود إلى أصلها إذا صهرتها النار فإن "معادن الرجال" تنصهر بالأحداث وتصقل التجارب وتنتصر بالصبر على الأذى.. فتنتصر لرسالتها وتنتفض لمبادئها وتعتز بانتمائها للشجرة الطيبة ذات الأصل الثابت والفروع التي في السماء:" تؤتي أكلها كلّ حين بإذن ربّها" وأوصيك، أخيرا، أن تتواضع لإخوانك، فالتواضع خلق رفيع يعصم صاحبه من الغرور، والتكبر، والانتفاش الفارغ، والزهّو، وغمط الحق وبطر الناس.. وإذا كان عندك فائض من علم أو مال أو سلطان أو قوة.. فتطوع به على من حرمهم الله تعالى من هذه النعم، "فعد بفضلك على من لا فضل له"، واعلم أن لكل شيء زكاة فتطوع بزكاة فضلك على من حُرموا النصاب وقد عاشوا معك حولا وطولاْ ..وأفضل ما تكون أن توضع بين يدي المحتاجين من ذوي القربى واليتامى والمساكين، وأفضل الزكاة مسك لسانك فإنك بذلك تسدي أعظم معروف لإخوانك.. فالأقربون أولى بالمعروف " وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله" وألف شكر على الرسالة القيمة.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
     
    بقلم رئيس الحركة .... رسالة إلى أخي.
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    منتديات حركة مجتمع السلم لرجام - تيسمسيلت  :: المنتدى السياسي :: قسم الأقلام السياسية-
    انتقل الى: