حمس لرجام عاملي
عدد الرسائل : 1902 العمر : 62 العمل/الترفيه : الأنترنت تاريخ التسجيل : 04/09/2008
| موضوع: جنرال بيجار .. غزة .. الفريق الوطني ...!!! بقلم الدكتور فوزي أوصديق الخميس يونيو 24, 2010 2:25 pm | |
| بعد المقابلة .. وبعد "مشاهدة" فيلم معركة الجزائر.. من طرف محاربي الصحراء، ومع بدء أفراح الإنتصار بطعم "التعادل" في شوارع وضواحي الفرنسية، التي تزينت باللون الأخضر، والهلال والنجمة الحمراء.. والمفارقة أن ذلك يحدث أمام لوبان اليمينى.. ووفاة أحد الجنرالات الفرنسية، "الجنرال بيجار"، معذب أبطال تحرير الجزائر، فاسمه إقترن بالتعذيب بحكم قيادته لفوج المظليين الإستعماريين الثالث، وإشرافه "شخصيا" على تعذيب الجزائريين أثناء "معركة الجزائر" سنة 1958، والذي إعتبر - على لسانه أن - ما لجأ إليه كان "شرا لا بد منه". ويبدو أن التاريخ إمتزج هذه المرة مع جيل ما بعد الإستقلال، والإجابة لم تكن من طرف وزارة المجاهدين أو المنظمات التي تسمى "بالثورية" بقدر ما كانت من خلال الفريق الوطني، الذي استطاع أن يجعل حدث وفاته "لا حدث"، ويجعل حدث رحيله بباريس، ترفع فيه راية الجزائر، أورايات الجزائر ـ بصيغة الجمع ـ في أرقى شوارع باريس، وفي أعماق الأحياء الفرنسية العريقة ... ويبدو أن تاريخه، ونهاية مشواره الإستعماري، " سيرتبط " برفع الراية الجزائرية في شارع الإيلبري ونهر السين ... الملاحظة الثانية، أن الفريق الوطني، ومن خلال المشجعين، استطاع أن يجعل غزة وفلسطين، من الفرق المتأهلة، عبر رفع العديد من الرايات الفلسطينية الخفاقة في ملاعب جنوب افريقيا، وعبر إهداء مشجعي الفريق الوطني فوز الجزائر وأفراحها للشعب "المحاصر" في غزة، وذلك ليس إفتراء على الحقيقة، بل هو ما لمسناه من خلال العديد من المقابلات مع المشجعين عبر الفضائيات.. وذلك ليس غريبا عنهم، بقدر ما كل الجزائريين ملتزمين بكلمة واحدة وشعورهم تجاه فلسطين هو، "أننا مع فلسطين ظالمة ... أو مظلومة"... فهذا الشعور الوجداني والتواصل عن بعد. . لمسناه في غزة من خلال رفع الرايات الجزائرية ... فالشعب الجزائري " المتعطش " إلى قصة حقيقية للإنتصار، إنتصار على الذات، إنتصار على الرداءة، إنتصار على كل ما يمتزج بها، والسلبية، والإنهزامية، يرى في أشبال شيخ المدربين ... القدوة في ذلك . وأذكر أنني كنت في مقابلة مع السفير السوداني، ونحن نتبادل أطراف الحديث والتعليق على المقابلة بين إنجلترا والجزائر، فذكرت له أنه من بين المصطلحات التي أدخلها الشارع الجزائري في قاموسه، وفرضها على الرسميين أنه أصبح يقرن "روح أم درمان" بالشجاعة والتحدي والإنتصار رغم البيئة المناوئة أو المختلة لصالح الخصم... وعليه عندما تسافر إلى الجزائر، وتسمع لدي العامي أنه سيحارب أو يقاتل أو يعترك "بروح أم درمان"، فذلك يعني سيحارب بشجاعة وببسالة وبروح معنويات مرتفعة!... فالملحمة مستمرة ... والفريق الوطني إستطاع أن يسجل إسمه ليس في كأس العالم فقط، ولكن في غزة من خلال مشجعيه ومناصريه، أي للاعب الثالث عشر، المتواجد في المدرجات، وخارج الملاعب!!! وكذلك استطاع أن يقدم عزاءه لبيجار وأتباعه من بعض الفرنسيين - الذين يعتبرون الرجل " رمزاً للجمهورية وللشجاعة " من خلال رفع الرايات والنشيد الوطني في قلب وضواحي باريس . فشكرا مرة أخرى للفريق الوطني... وهو موصول من خلال العديد من المكالمات، والرسائل التي تلقيتها، وإنني أشكر وكاتب هذه المقالة برغم ما ستسفر عنه نتيجة الولايات المتحدة والجزائر.. فالمؤكد منه أن "روح أم درمان" ستكون حاضرة ومسيطرة، وأن غزة ستكون في قلب المعركة في المدرجات وخارجها، وأن الديوك - فرنسا- لم "يبيض" دجاجها بعد في كأس العالم.. وتلك دلالة أخرى من المفارقات، فالخارج من "الباب العالي" ليس كالخارج من "الباب الصغير"، فمن خلال كأس العالم والفريق الوطني، قربنا زيدان والعديد من المغتربين لوطنهم الأم، ولرموز شعبهم، وتلك دلالة أخرى .. ونتمنى أخيراً .. أن لا تستغل سياسيا .. حتى لا نفسد أفراح الجزائريين .
| |
|