الحاجة فضيلة طوبال في ذمة الله

افتقدت حركة مجتمع السلم بولاية البليدة يوم الأحد 22/12/1431 ﮬ الموافق ل 28/11/2010م ، الأخت المجاهدة والأم الفاضلة "فضيلة طوبال" إحدى الأخوات اللواتي أسسن العمل النسوي ورفيقة درب الشيخ الرئيس محفوظ نحناح والشيخ الذبيح محمد بوسليماني رحمهما الله.
وقد شارك فضيلة رئيس الحركة الشيخ أبو جرة سلطاني ونائبيه ورئيس مجلس الشورى الوطني وأعضاء من المكتب التنفيذي الوطني وكل إطارات الحركة بولاية البليدة ،و سكان بلدية بني تامو، شاركوا جميعاً في تشييع جنازة الفقيدة في موكب ضخم ملؤه الخشوع والدعاء والتضرع إلي الله .
ولا يسعنا أمام هذا المصاب الجلل إلاّ أن ندعو الله عز وجلّ أن يتغمدها برحمته ومغفرته وأن يتقبلها فيمن عنده وأن يجعل قبرها روضة من رياض الجنة . ولأهلها الصبر والسلوان، وإن العين لتدمع والقلب ليخشع ولا نقول إلاّ ما يرضي ربنا عز وجلّ :" إنا لله وإنا إليه راجعون"

ولدت الحاجة فضيلة رحمة الله عليها في 21/11/1945م بمدينة البليدة بحي سيدي يعقوب،وترعرعت في وسط عائلة محافظة حيث أبوها بوشلاغم بن يوسف كان مناضلا في صفوف جمعية العلماء المسلمين والذي ورّث لإبنته حب الإسلام والوطن واللغة العربية.
تزوجت الحاجة فضيلة بالأخ المجاهد الحاج محمد طوبال رحمه الله أنجبت 05 أبناء ولدين وثلاثة بنات ،وقد كان زوجها الركن الصلب والسقف الحامي لها في مسيرتها النضالية من أجل حماية المرأة والطفل من الانسلاخ عن الشخصية الإسلامية ، توفي زوجها في سنة 2006 .
تتلمذت الحاجة فضيلة في مدرسة الإرشاد بالبليدة برفقة الشيخ محفوظ نحناح والشيخ محمد بوسليماني ، ورضعت من لبن المدرسة الوطنية فأصبحت مناضلة من أجل ثوابت الأمة منذ نعومة أظفارها وقد شاركت مع أخواتها الجزائريات في عدة مظاهرات خاصة في 11 ديسمبر 1960م
بدأت مشوارها التعليمي مبكرا حيث لما بلغت 18 سنة من عمرها أصبحت مدرسة للغة العربية ،وبقيت كذلك إلي أن بلغت 55 سنة .
وبالموازاة مع مسيرتها التعليمية ،كان لها الشرف أن عملت في حقل الدعوة والإرشاد لتوعية المرأة وتربية الطفل ،كانت مرشدة في المساجد ومحاضرة في الملتقيات والمؤتمرات داخل الوطن وخارجه،وهي من أكبر المدافعات عن القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني،كما شاركت مع الشيخ محمد بوسليماني في الدفاع عن حق الشعب البوسني المسلم ففي سنة 1993 ذهبت الي البوسنة والهرسك وشهدت بأم أعينها المجازر التي كان الصرب يرتكبونها في حق المسلمين وعاشت أياما هناك مع النساء الأرامل والثكلى والأطفال اليتامى .
حياة الحاجة فضيلة مملوءة بالنشاط فلم تكن تثنيها صعوبات ولا مخاطر، أسست أول فرقة للمسرح والأناشيد في سنة 1982م وهي أول من ترأست الفرع النسوي لجمعية الإرشاد والإصلاح ، تحت رئاسة الشيخ محفوظ نحناح سنة 1989م، وفتحت أول روضة للأطفال سنة 1990م نالت إقبال الكثير من الناس، شاركت في كثير من الأنشطة الخيرية كزيارة المستشفيات وتوزيع الإعانات على الفقراء والمعوزين، تعليم الفتاة الجزائرية الخياطة والطبخ والحلاقة والإعلام الآلي وغيرها من المهن ...
شاركت الحاجة فضيلة رحمة الله عليها المرأة الجزائرية أفراحها وأقراحها، كما شاركت في الدفاع عن مكانة المرأة المسلمة عبر العالم في فرنسا وسويسرا والنمسا والولايات المتحدة واسبانيا وعدة دول عربية وإسلامية ، فكانت بحق خير سفير للمرأة الجزائرية خصوصا والمسلمة عموما.
توفيت بعد مرض صاحبها عدة سنوات نشهد أنها كانت صابرة محتسبة لله،
نم أيتها الأخت الفاضلة فلقد بقيت وفية لأفكارك ونهجك الذي ضحيت من أجله وهذه صفة المؤمنين الصادقين، نم أيتها الأم الحنون فالجيل الذي سهرت على تربيته قد حمل المشعل، نم قريرة العين وانعمي بصحبة مجمد وصحبه الأخيار .