بيان : ما حدث في تونس درس للأنظمة العربية

إن ما يحدث في تونس الشقيقة يهمنا، بحكم وصفنا كجيران وأشقاء وشركاء في التاريخ واللغة والدين والمصير المشترك، ولأن العلاقات بين الجزائر وتونس ظلت متميزة وعالية المستوى، فإن حركة مجتمع السلم تتابع باهتمام ما يجري في الجوار الذي يعيش لحظة تاريخية فاصلة من حياته، وتترقب التحول الذي سوف يكون له ما بعده.
إن حركة مجتمع السلم – التي تحترم إرادة الشعوب وخياراتها الحرة- تقف مع نضالات الشعب التونسي المشروعة وتحيي هبته الحضارية الراقية، وتسجل ما يلي:
1- أن إرادة الشعب من إرادة الله، إذا نظم الشعب نفسه وطلب الحياة الكريمة بعيدا عن أساليب الحرق والتكسير والنهب والسلب، وتحريف المطالب.
2- أن السند القوي لأي حاكم هو شعبه، وأن قوة المؤسسات تكمن في بنائها على أسس صحيحة بسواعد جميع أبناء الوطن بالتعاون والتضامن والتواصل والحوار بين جميع فئآت الشعب.
3- أن الكرامة ليست فقط مظاهر رفاه اجتماعي، بل هي قبل كل ذلك حرية وديمقراطية ومشاركة وتواصل وانفتاح وحوار وتشاور بين الحاكم والمحكوم وتداول سلمي على السلطة.
4- أن تونس تعيش لحظة تاريخية من حياتها، وأن النقطة المفصلية في هذا التحول التاريخي تكمن في القدرة الجماعية للقائمين على إدارة "المرحلة الانتقالية" على جمع كل القوى الحية في البلد وتوسيع التشاور إلى أبعد حدوده الممكنة والحرص على تجنب أي خطأ، فالخطأ في هذه اللحظات التاريخية لم يعد مسموحا به.
إن ما حدث في تونس من إنجاز تاريخي يعد بمثابة درس لكل الأنظمة العربية إذ لم يعد ممكنا – في عصر الانترنت والفضائيات والوعي المتزايد للشباب والتطلعات المشروعة للشعوب في الحرية والتنمية والرفاهية- إدارة البلاد بالأساليب والذهنيات القديمة، مما يقتضي الاستفادة من الدرس التونسي.
الأمين الوطني للإعلام والشؤون السياسية
الأستاذ : محمد جمعة