حمس لرجام عاملي
عدد الرسائل : 1902 العمر : 62 العمل/الترفيه : الأنترنت تاريخ التسجيل : 04/09/2008
| موضوع: د.عبد الرزاق مقري والحوار مع الغرب الخميس مايو 07, 2009 8:46 pm | |
| بسم الله الرحمان الرحيم يهتم الدكتور عبد الرزاق مقري منذ سنوات بالحوار مع الغرب وقد حضر خلال الشهرين الأخيرين ثلاث ندوات مهمة أولها كانت في عمان يوم 2-4 مارس 2009 نظمتها منظمة "بيت الحرية" وٌجهت فيها الدعوة لعدد من الساسة والمفكرين الإسلاميين ( من الكويت ومصر وتونس والسودان ) وغير الإسلاميين ( من الأردن ومصر ولبنان والجزائر) إضافة إلى عدد من الصحفيين والكتاب وتطرق موضوعها إلى "حوار الإصلاح في العالم العربي والتدخل الأمريكي الأوربي الأمريكي" .
ثم شارك في ندوة أخرى في بيروت يوم 10 أبريل 2009 نظمها مركز كارنيجي للشرق الأوسط خاصة بالحركات والأحزاب الإسلامية ذات التوجه السلمي الوسطي ( حركة مجتمع السلم الجزائرية، جماعة الإخوان المسلمون المصرية ، العدالة والتنمية المغربية، جبهة العمل الإسلامي الأردنية، التجمع اليمني للإصلاح، جبهة التوافق البحرينية وكان موضوعها: " الإسلاميون ونقاشات ما بعد المشاركة السياسة في العالم العربي" ويوم 25 من شهر أبريل بالمغرب شارك في ندوة نظمها حزب العدالة والتنمية المغربي بالتنسيق مع منتدى البرلمانيين الإسلاميين تطرق موضوعها إلى: "الحركات الإسلامية والحوار مع الغرب" وهي تتويج لسلسلة من اللقاءات الأخرى بين الإسلاميين في نفس الموضوع نظمت في ألمانيا وإيطاليا وجاكارتا للبحث في كيفية تنظيم هذا الحوار ومأسسته وقد قدم الدكتور عبد الرزاق مقري مداخلة تطرقت إلى تقييم الجولات السابقة لحوار الإسلاميين مع الغرب تجدونها مرفقة.
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
حوار الإسلاميين مع الغرب نظرة تقييمية لتجربة سابقة مداخلة د.عبد الرزاق مقري مداخلة في ندوة الحركات الإسلامية والحوار مع الغرب ـ أغادير 25 أبريل 2009
مقدمة: لا شك أن حوار الإسلاميين مع الغرب قديم وتجاربه متعددة وإنجازاته كثيرة بالنسبة لكل حركة من الحركات الإسلامية، وتعتبر حركة محتمع السلم في الجزائر من الحركات التي لها إسهام كبير في هذا المجال إذ استطاعت أن تقيم شبكة علاقات واسعة ومتنوعة مع الغربيين وقد ساعدها على تحقيق ذلك وجودها القانوني واعتمادها استراتيجية المشاركة منذ وقت مبكر وحرصها على نقل رسالتها ومخاطبة غيرها والتعريف بنفسها بالنظر للأوضاع الصعبة التي مرت بها الجزائر بصفة خاصة والحركة الإسلامية بصفة عامة منذ مطلع الثمانينيات، وقد تعددت المحاور التي سارت عليها حركة مجتمع السلم في مجال العلاقات مع الغرب : زيارة واستقبال الديبلوماسيين الغربيين، زيارة واستقبال الوفود البرلمانية، زيارة مختلف المؤسسات الرسمية الغربية، استقبال الباحثين والهيئات البحثية الغربية... غير أن الموضوع الذي يهمنا في هذه المداخلة لا يتعلق بتجربة الحركات الإسلامية منفردة بل يتعلق بالمبادرات الحوارية الجماعية مع الغرب وهو موضوع يهتم بشكل خاص بالحوار الذي تشرف عليه عموما المراكز البحثية الغربية وسأقسم هذه المداخلة إلى أربعة محاور: ـ مسار الحوار الجماعي للإسلاميين مع الغرب. ـ مضامين حوار الإسلاميين مع الغرب ـ إيجابيات وسلبيات حوار الإسلاميين مع الغرب. ـ خلا صة وتوصيات.
1 ـ مسار الحوار الجماعي بين الإسلاميين والغرب: لقد أصبح الوجود الإسلامي القوي في الساحة السياسية موضع اهتمام بالغ لدى المؤسسات الغربية الرسمية وغير الرسمية. فبعد الثورة الإيرانية كان التركيز على محاولة فهم المد الشيعي ومدى قدرته على تصدير ثورته ثم ظهرت التجارب السنية بشقيها العنفي والسلمي فاستطاعت أن تأخذ حيزا أساسيا في الساحة السياسية في العالم العربي والإسلامي بل وصل مداها وتأثيرها إلى الديار الغربية نفسها، مما جعل مراكز التفكير والبحوث والدرسات تعكف على محاولة فهم هذه الظاهرة وجذورها وأبعادها. ورغم الآثار الفادحة للعمليات التي يتسبب فيها التيار العنفي لم يمثل للغربيين أزمة في فهمه والتعامل معه مثل ما هو حالهم مع النموذج السلمي. لقد تسبب التيار الإسلامي السلمي المنخرط في العملية السياسية حيرة حقيقية لدى الغربيين تحولت إلى اضطراب وتردد ثم عقدة وانحباس شبه كلي في كيفية إدارة العلاقة مع العالم العربي والإسلامي. ويمكن أن تفهم هذه العقدة وفق ما يلي: حينما تجاوزت الآثار السلببية لفساد الأنظمة العربية حدود البلاد العربية وصارت الهجرة والعمليات الإرهابية الناجمتان عن ذلك تمثلان تهديدا جادا للدول الغربية اقتنعت هذه الدول وعلى رأسها الولايات الأمريكية المتحدة بضرورة دعم الديموقراطية في العالم العربي لتغيير الأنظمة الفاسدة العاجزة على تحقيق التنمية وضمان الحريات. غير أن هذه القناعة سرعان ما اصطدمت بنتائج صناديق الاقتراع التي أفرزت نجاحا بينا ومتكررا للإسلاميين في مختلف الدول العربية فوُضع الغرب بذلك أمام أزمة حقيقية أربكت أداءه وأزعجت ضميره، هل يجب القبول بنتائج الديموقراطية ولو جاءت بالإسلاميين أم ينبغي سد الطريق على هؤلاء ولو أدى ذلك إلى دعم أنظمة منحرفة فاقدة للمصداقية. إن هذه الحيرة دفعت مختلف مراكز الدراسات بمختلف توجهاتها إلى المبادرة بالاتصال بالحركات الإسلامية الوسطية، بشكل انفرادي أو جماعي، لفهمها ومحاولة إدراك ملامح الوضع السياسي في حالة وصولها للحكم، خصوصا بعد النجاحات الكبيرة التي حققها الإسلاميون في فلسطين ومصر وتركيا. ولا شك أن الحركات الإسلامية هي الأخرى شعرت بالحاجة للتعبير عن نفسها وشرح توجهاتها، خصوصا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وبعد استئناسها بحالة القوة النسبية التي صارت تمتلكها والتي قد تؤهلها للحكم، مما يجعلها في حاجة إلى محاورة الغرب لتحديد أرضية مشتركة للتفاهم وربما التعاون أو على الأقل عدم التعارض. لقد تعددت مراكز التفكير التي اهتمت بالحوار مع الإسلاميين كما تعددت توجهاتها والقوى التي تقف وراءها فمنها المتربطة بمؤسسات القرار الممونة من الحكومات، ومنها التي تحاول أن تحافظ على استقلاليتها من خلال ارتباطها بأوقاف خاصة، ومنها التابعة لتيارات أيديولوجية ومجموعات ضغط. وفي كل الأحوال أغلب هذه المراكز أمريكية لا تمثل المراكز الأوربية بالنسبة لها إلا العدد القليل. بعد المسار الطويل الذي عرفه حوار المؤسسات الغربية البحثية مع كل حركة إسلامية لوحدها بدأ يظهر في السنوات الأخيرة اتجاه يرمي إلى جمع الإسلاميين المشاركين في العملية السياسية في أوطانهم في ملتقيات حوارية جماعية، خاصة بالإسلاميين وحدهم أو بحضور بعض الأحزاب العلمانية، وقد نُظمت هذه الملتقيات في عواصم عدة، منها واشنطن وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا واسطمبول والأردن ولبنان. ومن المنظمات التي كانت وراء هذه الملتقيات: المعهد الوطني الديموقراطي، المعهد الوطني الجمهوري، مؤسسة كارنيجي، مؤسسة القرن، معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، مركز دراسات الإسلام والديموقراطية، برتلسمن ستيفتنج الألمانية، مجموعة الأزمات الدولية البريطانية وغيرها، وبالإضافة إلى حضور ممثلي هذه المراكز البحثية في هذه الملتقيات كان يحضرها كذلك أحيانا دبلوماسيون وممثلون للمؤسسات الحكومية الغربية. ومن الأحزاب والحركات الإسلامية التي شاركت بفاعلية في هذه الملتقيات: جماعة الإخوان المسلمين المصرية، حركة مجتمع السلم الجزائرية، حزب العدالة والتنمية المغربي، التجمع اليمني للإصلاح، جبهة العمل الإسلامي الأردنية، الحركة الإسلامية الدستورية الكويتية، المنبر الإسلامي البحريني، وقد حضر في بعض هذه اللقاءات تارة ممثلون عن حزب العدالة والتنمية التركي، وتارة ممثلون عن الأحزاب الشيعية العربية منها جبهة الوفاق البحرينية. مع توالي التقاء ممثلي الحركات الإسلامية في هذه الملتقيات بدأت تظهر فكرة تنظيم الإسلاميين لأنفسهم وبلورة رؤى وتحديد آليات دائمة تمكنهم من أخذ المبادرة بأنفسهم فعقدت لهذا الغرض مجموعة لقاءات على هامش الملتقيات التي يدعو لها الغربيون ( ألمانيا ديسمبر 2006، إيطاليا ) واتُّفق على أن يتم تبني هذه المبادرة من قبل منتدى البرلمانيين الإسلامين وعُقد في هذا الإطار لقاءٌ على هامش المؤتمر التاسيسي للمنتدى في جكرتا ( ) لتنسيق الجهود ودراسة المبادرة من قبل ممثلي الحركات الإسلامية المشاركين في مختلف جولات الحوار مع الغرب ثم جاءت هذه المبادرة الطيبة في أغادير بالمملكة المغربية بدعوة كريمة من إخواننا في حزب العدالة والتنمية بالتنسيق مع منتدى البرلمانيين الإسلاميين. 2 ـ مضامين حوار الإسلاميين مع الغرب: أهم التساؤلات التي يطرحها الغربيون: تتمثل أهم الأسئلة التي يطرحها الغربيون ( بعضها سياسي وبعضها فكري) فيما يلي: • ما هي أولويات واستراتيجيات الحركات الإسلامية في العالم العربي؟ • ما هي العوائق التي تواجههم في عملهم السياسي؟ • ما هي نظرة الإسلاميين لنهج المشاركة وما هو تقييمهم لوجودهم في المؤسسات التشريعية والحكومية؟ • هل خيار المشاركة خيار استراتيجي؟ هل القناعة بالديموقراطية قناعة استراتيجية؟ • ما هي علاقة الإسلاميين بأنظمة الحكم؟ • ما هي المنجزات الفعلية التي قدموها على الصعيد الاجتماعي والسياسي؟ • ما هي آثار تجربة المشاركة السياسية على شعبيتهم ؟ • ما هي الوسائل التي يعتمدونها للتواصل مع الجماهير؟ • ما هي الأمور الأساسية على أجندتهم السياسية ؟ • ما هي نظرتهم لتنظيم الدولة؟ • كيف يعملون في بيئة فيها العنصر العلماني؟ • ما هو موقفهم من الشريعة؟ ما هو تفسيرهم لها؟ هل الشريعة تلغي الحقوق الدستورية؟ هل تلغي التعددية السياسية؟ • ما هي طبيعة العلاقة بين الدين والسياسة؟ • ما هو موقف الإسلاميين من حقوق المرأة؟ ما هو موقفهم من الأقليات الدينية؟ • ما هي نظرتهم للإرهاب واستعمال العنف في العمل السياسي؟ • ما هو رأيهم في مشروع السلام في الشرق الأوسط؟ • هل لهم نموذج يهتدون به؟ هل يعتبرون تجربة حزب العدالة والتنمية التركي نموذجا؟ • ماذا تنتظر الحركات الإسلامية من الغرب؟ ما هي نظرتهم للغرب؟
أجوبة الإسلاميين على استفسارات الغربيين:
يتضح من أسئلة الغربيين مدى الغموض الحاصل لديهم في إدراك حقيقية الحركات الإسلامية المعتدلة والمشارِِكة في العملية السياسية، وفي فهم الإسلام نفسه. وأثناء الأجوبة على هذه الملاحظات والتساؤلات يحاول الإسلاميون توضيح الجوانب الغامضة عن الإسلام والحركات الإسلامية لدى الغربيين ومن الأفكار التي يتطرق إليها هؤلاء ما يلي: - خيار المشاركة االسياسية خيار استراتيجي محسوم في جانبه الفكري وله تجليات متعددة من حركة إسلامية إلى أخرى على المستوى العملي وقُدمت في هذا الشأن أمثلة ونماذج من مختلف الأقطار. - الحركات الإسلامية ملتزمة بمنهج المشاركة رغم عدم سماح الأنظمة لذلك في بعض الأقطار، ورغم عدم جدية الأنظمة في البلاد الأخرى التي يسمح فيها بهامش من الحرية والمشاركة. - لكل حزب أو حركة من الحركات الإسلامية تجربة تدل على الجدية والنضج في الأداء السياسي والاجتماعي. - الحركات الإسلامية أثبتت بأنها أكثر الأحزاب التزاما بالديموقراطية وهو التزام مرتبط بإيمانها بمبدأ الشورى ولا تزال هي ضحية عدم الالتزام بالديموقراطية في العالم العربي. - أكبر عائق يواجه الحركات الإسلامية هو الاستبداد وعدم توفير الحريات والتحامل الغربي ( تقدم عادة نماذج من ذلك في بعض الأقطار). - المسار الديموقراطي مسار طويل يتطلب الصبر والمواصلة وتثمين واستعمال المتاح من الحريات. - الأحزاب السياسية الإسلامية أحزاب مدنية وطنية تعمل من أجل الإصلاح السياسي و التطور الاجتماعي في بلدانها من خلال برامج ورؤى تعتمد على المرجعية الإسلامية والتجربة البشرية. - الأحزاب والحركات الإسلامية الوسطية تدين استعمال العنف وتنهج نهج الوسطية والاعتدال وهو أمر ثابت معلوم في مختلف الأقطار ( تقدم عادة أمثلة ونماذج..). - الحركات الإسلامية حركات اجتماعية وسياسية تهتم بشؤون الناس وتعمل معهم بشكل دائم وليس في المناسبات الانتخابية فقط. - كثيرا ما تقدم شروح مطولة لمفهوم الشريعة الإسلامية ودفع ما لا يتعلق بها وقدرتها على استيعاب وتطوير المنجزات البشرية وقدرتها على تقديم البدائل واقتراح الحلول من خلال وظيفة الاجتهاد.. - توضيح الفروق التاريخية والفكرية في التجربة السياسية بين الإسلام والغرب: نفي وجود مفهوم الثيوقراطية في الدولة الإسلامية، عدم مطابقة العلمانية – بمعنى الفصل بين الدين والدولة - في التصور الإسلامي للدولة، عدم حدوث صراع تاريخي بين الدين والسياسة أو بين الدين والعلم في التجربة التاريخية الإسلامية، حدود المطلق والنسبي في النظام السياسي الإسلامي... - تحتل المرأة مكانة أساسية ومتميزة في المشروع الإسلامي وهي تشارك في العملية السياسية والاجتماعية بكثافة وفي كل المستويات ( تعطى عادة نماذج على ذلك في بعض الأقطار)، وما يحصل من ضعف في مشاركتها في بعض الأحيان والأماكن والظروف متعلق بالبيئة الاجتماعية وتقاليد وأعراف الناس ولا علاقة له بالإسلام. - تُقدم أحيانا بعض الشروح للبدائل والرؤى السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يقترحها الإسلاميون.
مؤاخذات الإسلاميين على الغربيين: أثناء مداخلاتهم يحرص الإسلاميون على توضيح مؤاخذاتهم على المؤسسات الغربية ومما يركزون عليه ما يلي: - الانفصام البين بين دعوات الغرب للإصلاح والديموقراطية في العالم العربي وممارساته الفعلية. - دعم الأنظمة الاستبدادية على حساب الديموقراطية. - ازدواجية المعايير في التعامل مع العالم الإسلامي. - وضوح ذلك بشكل فضيع في الحكم على التجربة الديموقراطية الفلسطينية. - المستوى غير الأخلاقي واللائنساني الذي ظهر به الغرب في محاصرته للشعب الفلسطيني ومعاقبته على خياره الحر والديموقراطي. - عدم تحميل الكيان الصهيوني مسؤولية ما يحدث في فلسطين وتجاوزه للمقرات الدولية والمبادرات العربية. - الخلط بين الإرهاب و الإسلام، والإرهاب وكل ما له علاقة بالعمل الإسلامي. - خطورة السياسات العدائية للإسلام ( الرسوم الكاريكاتورية..) - عدم اكتراث الغرب بالإنجازات الحضارية الكبيرة التي يقدمها الإسلاميون والتركيز على الصور السلبية فقط. - عدم الاهتمام بالقمع المسلط على الحركات الإسلامية. - عدم الجدية في مبادرات الحوار مع الإسلاميين. - عدم بذل الجهد الكافي لفهم حقيقة التيار الإسلامي والاطلاع على أفكاره. - حق الشعوب في مكافحة الاحتلال.
منتديات حمس لرجام
| |
|
حمس لرجام عاملي
عدد الرسائل : 1902 العمر : 62 العمل/الترفيه : الأنترنت تاريخ التسجيل : 04/09/2008
| موضوع: رد: د.عبد الرزاق مقري والحوار مع الغرب الخميس مايو 07, 2009 8:51 pm | |
| ردود الغربيين على مؤاخذات الإسلاميين: أثناء ردود ممثلو الحكومات والمؤسسات الغربية على انشغالات الإسلاميين يؤكدون عادة على ما يلي: - الأحزاب الإسلامية جزء أساسي ودائم في المحيط السياسي العربي ولا بد من أخذها بعين الاعتبار والتعامل معها بإيجابية وجدية. - الأحزاب الإسلامية هي أكثر الأحزاب تمثيلا للشعوب العربية وأقربهم للمواطنين وقد حققت نموا كبيرا في التمثيل البرلماني والحكومي. - الأحزاب الإسلامية هي أكثر الأحزاب العربية اهتماما بالإصلاح السياسي ومكافحة الفساد وتحقيق العدالة على مستوى الخطاب. - يمثل التيار الإسلامي تنوعا كبيرا من قطر للآخر ولكنه يحمل رؤى متقاربة في الشأن الدولي. - لا يوجد بديل سياسي للإسلاميين في الوقت الحاضر وأسباب بعض تناقضات الإسلاميين واضطراباتهم تعود للأنظمة الاستبدادية وغلق مجال الحريات من جهة ولعدم ردهم بوضوح على بعض الانشغالات التي تحير الغربيين ( يسميها معهد كارنيجي: المناطق الرمادية) . - عدم الاطمئنان كثيرا لعلاقة الدين بالسياسة في برامج الحركات الإسلامية وضرورة الاطلاع والتدقيق أكثر في هذا الموضوع. - قبول نتيجة الانتخابات الفلسطينية ولكن التفريق بين هذا وصعوبة التعامل مع حركة حماس ( يعترف بعض الديبلوماسيين في الجلسات الهامشية غير الرسمسة بأن هذه الصعوبة تعود إلى خطأ أوربا في وضع حماس على قائمة الإرهاب). - يظهر تارة بعض ممثلي مراكز التفكير عدم موافقة الحكومات الغربية في كل ما تقوم به تجاه العالم الإسلامي.
3 ـ سلبيات وإيجابيات جولات الحوار السابقة بين الإسلاميين والغرب: تمثل جولات الحوار التي تمت في مناسبات عديدة بين الغر ب والإسلاميين محطة مهمة تأكدت فيها جملة من الإيجابيات يجب تثمينها والانطلاق منها لبناء أي مبادرة مستقبلية لترقية هذا المشروع الحواري كما أن عددا من السلبيات تجلت ينبغي الانتباه إليها ومحاولة تجنبها وتفادي آثارها مستقبلا: الإيجابيات: ـ شرح الإسلاميين لأفكارهم ودعوتهم والدفاع المباشر عن أنفسهم بخصوص الشبهات التي تثار ضدهم. ـ التعرف المباشر على المؤسسات البحثية والرسمية الغربية و معرفة عناصرها الفاعلة. ـ فرصة التقاء الإسلاميين والتعرف على بعضهم البعض والاستفادة من تجارب كل منهم على أرضية حوارية مشتركة مع الغرب. ـ إدراك الإسلاميين لثغراتهم المعرفية والتقنية التي تظهر أثناء الحوار. ـ التقييم التلقائي الذاتي لتجارب الإسلاميين الذي يفرضه الحوار. ـ الاستفادة من النظرات التقييمية الخارجية التي يقدمها الغربيون لتجارب الإسلاميين. ـ شعور الإسلاميين بالتحدي في المواجهة الحوارية مما يتطلب مزيدا من الارتقاء المعرفي والتقني والمهاري. ـ إدراك أكثر للعقلية الغربية وفهم مباشر لأساليبهم وطبائعهم وتنوعهم. ـ الاستفادة من الأساليب والتقنيات التي يستعملونها في إدارة الحوار. ـ كسب أصدقاء جدد وتوسيع دائرة العلاقات. ـ المستوى العالي لأغلب ممثلي الحركات الإسلامية والثقة بالنفس التي يتحلون بها. السلبيات: ـ عدم وجود رؤية واضحة وشاملة لدى الإسلاميين في المشاركة في هذه الحوارات. ـ المشاركة في هذه الحوارات ضمن إرادة حصرية للغربيين ودون مشاركة في تحديد جداول الأعمال في مختلف الملتقيات. ـ عدم وجود تنسيق أو تبادل التقارير بين الإسلاميين بخصوص هذه الملتقيات. ـ عدم وجود تقييم لمختلف الجولات الحوارية. ـ عدم وجود استمرار وتواصل (في بعض الأحيان على مستوى القطر الواحد ). ـ عدم وجود دراسات إسلامية جاهزة يُعتمد عليها في الحوار. ـ ضعف التحكم في اللغات لدى الإسلاميين مما يُضعف تبليغ الرسالة بسبب الترجمة ويٌضعف الاستفادة من اللقاءات الهامشية غير الرسمية. ـ عدم وجود تدريب للمشتغلين بالحوار. ـ عدم تقييم الأبعاد الاستخباراتية الأجنبية التي قد يؤديها هذا الحوار. ـ عدم مواصلة وتعهد العلاقات المكتسبة في هذا الحوار. 4 ـ الخلاصة والتوصيات: لا بد في الأخير أن نؤكد على حقيقة مهمة أكدتها الخبرة الميدانية يجب إدراكها حتى يأخذ حوار الإسلاميين مع الغرب وجهة صحيحة تحقق نتائج جيدة للطرفين وهي أن هذا الحوار لا يريده الغرب لأغراض دينية ولا حتى فكرية أو حضارية وإنما هو بصدد دراسة ظاهرة سياسية ماثلة أمامه فرضت نفسها على الساحة السياسية في العالم العربي يريد فهما واستشراف مستقبلها وربما إعانتها لكي تتطور بما يخدم مصالحه أو على الأقل لا يهددها. ولهذا الغرض مهما كانت خلفياتنا الدعوية نبيلة ومجدية ومطلوبة فإن الأبعاد السياسية في هذه الحوارات هي الأساس وهي الموضوع، ولذلك فإن النجاح الذي نحققه في هذا الحوار يتعلق أولا بمقدار القوة التي نمتلكها على الأرض والإنجازات التي نحققها يوميا ثم تؤكده الأهلية التي نظهرنا - في حواراتنا - لممارسة الحكم وفهم إشكالاته وإدارة علاقاته المحلية والدولية بما يجعل الغربيين الذين نحاورهم على دراية كافية بآرائنا في مختلف المسائل التي تهمه في داخل أوطاننا وفي علاقاتنا المختلفة به. وهذه الآراء ينبغي أن تكون هي أفكارنا الحقيقية التي هي فكرنا الإسلامي الذي نؤمن به حقيقة ضمن مدرسة الوسطية والاعتدال التي ننتمي إليها، إذ لا يجدي ـ بل يؤدي أثرا سلبا ـ أن نجامل على حساب الواقع أو أن نعطي صورة غير حقيقية عما نؤمن به. وبعد هذه الخلاصة يمكن أن نقترح للحركات الإسلامية المشاركة والمهتمة بالحوار مع الغرب التوصيات الآتية: • مأسسة الحوار من خلال تأسيس أو الاتفاق على إطار دائم ينظم ويبادر ويدير هذا الحوار مع المؤسسات الغربية المهتمة. • إعداد رؤية جماعية شاملة تحدد فيها رسالة الحوار وأهداف ومشاريع طموحة وواقعية حتى لا نعجز على تحقيق ما يمكن تحقيقه ولا نشتغل بما لا يمكن الوصول إليه. • الاعتماد على البحوث والدراسات حول المواضيع الإسلامية التي تتعلق بالحوار ( الديموقراطية، المرأة، فلسطين، الشريعة، العلاقة مع الغير ..) والمواضيع التي تتعلق بالغرب والمؤسسات والأفراد الذين نحاورهم ( مؤسساتهم، أفكارهم، خلفياتهم، من وراءهم، مؤاخذاتنا عليهم...) • الاعتماد على التدريب ( تدريب المشتغلين بالحوار في قضايا الحوار، الاتصال، العلاقات العامة، المعارف الضرورية التي تتعلق بمواضيع الحوار...) • حسن اختيار ممثلي الحركات الإسلامية للحوار مع الغرب ( تحديد معايير) • الاهتمام بموضوع اللغة أو على الأقل اختيار مترجمين بارعين ولهم خلفية فكرية وسياسية بما يدور عادة في مثل هذه الحوارات. • التركيز أثناء الحوار على إعطاء الصورة الميدانية الحقيقية للحركات الإسلامية على الأرض.
| |
|