حمس لرجام عاملي
عدد الرسائل : 1902 العمر : 62 العمل/الترفيه : الأنترنت تاريخ التسجيل : 04/09/2008
| موضوع: رمضان .. شهر العلاقات الإجتماعية الإثنين أغسطس 24, 2009 9:11 pm | |
| يعتـبر شهـر رمضـان المبـارك برنـامجا إجتمـاعيـا متكـاملا ، يهـدف إلى التقـريب بين أفـراد المجتمـع الواحـد و يسـاهـم في وحـدة و تماسـك الأسـرة ، و ذلك لأن رمضـان يـقـوم عـلى أسـاس وحـدة الـروح المعـنوية التـي تسـري فـي عـروق جميـع النـاس ، و التـي تعكـس معـاني الـوحـدة والإنسجـام في التـصور و السلـوكات ، كـما يعـد من أكـبر العـوامـل الـتي توطـد معـاني الشفـقة و العطـف علـى عبـاد الله و بالتـالي تتـوسع الـروابـط الإيمـانـية و العلاقــات الإجتـماعيـة ، و تنصهـر بوتقـة واحـدة ، فتتـآلف و تنجـذب نحـو بعـضها البعـض بكـل تلقـائـية.
الأخـلاق الإجتماعـية: أخـي المسلـم...أختـي المسلمة ..لا بـد عليـنا جميـعا أن نـربي أنفـسنا علـى الأخـلاق الحميـدة ، و ما قيـمة الصيـام لا يكـون وازعـا و حافـظا للإنسـان من الـوقـوع في الـرذائـل ، فهـذا الشهـر إنمـا هو مدرسـة أخلاقـية ينبـع منهـا الصفـات الفـاضلة ، ينـبغي عـلى المسلـم أن يطهـر قلـبه مـن كـل أنـواع الشـر ، و أن يـزرع بـذور الخـير بيـن صفـوف لأبنـاء المجـتمـع.
أ- التمـاسـك الأسـري : يساهـم شهـر رمضـان المعـظم في تـلاقـي الأسـرة ووحـدة أفـرادها، فيقـوي الشـمل العـائلـي ، بحكـم الصيـام في وقـت واحـد ، و الإفـطار فـي وقـت واحـد و مائـدة واحـدة ، و القـيام بالـواجبـات الـدينيـة جماعـة ، مم يـؤدي إلى خلـق إمكـانـات عـديـدة للتعـايـش بيـن أفـراد العـائلـة الـواحـدة، و بالتـالـي نخـلـق الأسـرة المسلـمة المثـالـية أو القـدوة ، و نصـبح مطـالبـون أكـثر مـن وقـت مضـى تبـديل حـالة القطيـعة و الهجـران إلى حـالـة مـن التـلاقـي و التـواصـل في أسـرنـا و عـائـلاتـنـا. التـكافـل الإجتـماعي:لقـد تـم تشـريـع الصـيام لحكمـة بالغـة ، و غـايـة سـاميـة ألا و هـي تنـمية الضمـير الجمعـي والحـس الإجتـماعي ، فشهـر رمـضان يجعـلنا نتحـسس آلام الآخـريـن في مـدينتـنا و بلـدتـنا، الأمـر الـذي يدفعـنا إلى المشـاركة في توطيـد و تحقـيق المـواسـاة معهـم مـاديـا و معنـويا ، و نتذكـر إخـوانـنا المحـروميـن و المستضعفـين فـي " فلسطيـن" ، إذن إخـوانـي و أنتـم تجـلسون إلى موائـد الإفـطار تذكـروا الجيـاع و الأرامـل ، و اليتـامى في مدينتـكم و في بقـاع العالـم ، و اعلمـوا أن أضعـف الإيمـان أن تشـارك إخـوانـك همومـهم مشـاركـة وجـدانـية بالـدعـاء لهـم فإن دعـوة الصـائـم لا تـرد.
شهـر المحبـة و الإخـاء : ب- فـي هـذا الشهـر الكـريـم عليـنا أن نعـيد النـظر فـي عـلاقاتـنا مع إخـوانـنا ، و أصدقـائنـا ، و نسعـى جـاهـديـن لإزالـة عـوامـل و أسبـاب الخـلاف و الهجـران ، لأن الله عـزو جـل يـريد مـنا صومـا نقـيا زكـيا ، لا يشـوبه الفحـشاء و البغضـاء ، و لكـي نحقـق الفـضائـل الحـرفيـة لـرمضـان، عـلينـا أن نعفـو و أن نصفـح عـمن أسـاء إليـنا ، و بالتـالي ننفـض عـن ذواتـنا العصبـية و حـب الـذات و الخـلافــات الهـامشيـة ، و لنكـن فـي رمـضـان إخـوة متحـابـين فــي الله. و هـكـذا يحقـق شهـر رمضـان المعـظم ، الخـروج مـن حـدود الـذات إلى حـدود المجتمـع ، و مـن حـدود الفــرد إلى حـدود الأمـة ، فهـل نفـقه مـن جـديـد رمـضـان.
أخـي المـسلـم ...أخـتـي المـسلـمـة
تـداركـوا شـؤونكـم و استعـملوا عقـولكـم و راعـوا في دينكـم و اعلمـوا أن شهـر رمـضان قـد رسـم لكـم طـريقـا واضحـا لحيـاة حـرة كـريمـة، و مجتـمع فـاضل يتخـلله العـزة و الكـرامـة و السعـادة ، فتعـلموا مـن مـدرسـة الصيـام دروس المـواجهـة ، و دروس الصبـر، و دروس الإبتـلاء، و اجعلـوا من رمـضان منطـلقا للتغـييـر في الأنفـس و الآفـاق.
فاللهم اجعــل رمضـان هـذه السـنة عليـنا جميعـا محطـة للتـجديـد و الثـبات و الوفاء و وحدة الصف و سلامة الصدور و نقاء القلوب و رجاحة العقول و تقوية المؤسسات ، و عـلى بلـدنـا الحبـيـب الجزائر؛ محـطة للخـيـر و اليمــن و الـبـركـات ، و عـلى الأمـة الإسـلامـية محـطـة للإزدهــار و الإنـتصــار. | |
|