حمس لرجام عاملي
عدد الرسائل : 1902 العمر : 62 العمل/الترفيه : الأنترنت تاريخ التسجيل : 04/09/2008
| |
حمس لرجام عاملي
عدد الرسائل : 1902 العمر : 62 العمل/الترفيه : الأنترنت تاريخ التسجيل : 04/09/2008
| موضوع: رد: حالنا في رمضان السبت أغسطس 29, 2009 11:57 am | |
| أيها المؤمنون:
فلئن كان معروفا لدى المؤمنين أن رمضان مضمار للخيرات ومجال للتنافس في الطاعات ولئن كان من البدهي أن رمضان منبع للفضائل ومنهل للصالحات فإن ممن لا شك فيه ولا مرية أبدا أن رمضان في المقام الأول شهر القرآن ففي هذا الشهر أيها المؤمنون أنزل الله خير كتبه على خير رسله صلى الله عليه وسلم بواسطة خير ملك في خير ليلة { وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ } فأقبلوا على القرآن أيها المؤمنون ليلا ونهارا سرا وجهارا وأعلموا أن من دأب سلف الأمة الصالح أنهم كانوا يخصصون جل وقتهم في رمضان لقراءة القرآن فقد كان مالك رحمه الله على جلالة قدره وحاجة الناس إلى علمه كان إذا دخل رمضان ترك الحديث وترك مجالس العلم وأقبل على قراءة القرآن فأقبلوا على قراءة كتاب ربكم تبارك وتعالى واعلموا أن نبي الله داوود كان يقرأ كلام ربه في الزبور فتجيبه الشم الشوامخ والجبال الرواسخ وتردد الطير بترديده قال جل جلاله { إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ} والعزاء كل العزاء لقلوب تقرأ القرآن فلا تخشع وعيون يتلى عليها القرآن فلا تدمع { قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً (108) وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً } وإن البكاء حال قراءة القرآن من أعظم من مناقب الصالحين فإن الله ذكر جملة من عباده الأخيار ثم أردف بقوله { أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً} ولقد ثبت في الصحيح أن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قرأ آيات من سورة النساء على رسولنا صلى الله عليه وسلم فقال له صلى الله عليه وسلم : حسبك قال عبدالله فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان.
عباد الله :
ألا وأعلموا أن الناس اليوم وللأسف استبدل كثير منهم كتاب ربهم تبارك وتعالى بأغاني ماجنة ذات كلمات بذيئة ومعان مبتذلة كم هدمت من القيم وكم أضعفت من الأخلاق وكم أنكرت من مبادئ الشرع يردده الشباب والفتيات صباح مساء لا يعون مافيها ولا يدركون ما يحيط بها {أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ } فتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون واغتنموا بلوغ رمضان في الاستمرار في الطاعات والمنافسة في الخيرات وأعلموا أن ربكم تبارك وتعالى أرحم الراحمين وخير الغافرين يبسط يده في النهار ليتوب مسيء الليل ويبسط يده في الليل ليتوب مسيء النهار أخرج الترمذي من حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن ابن عمر قال : إن نبينا صلى الله عليه وسلم حدثنا بحديث لم أسمعه مرة ولا مرتين ولا سبع مرات بل سمعته أكثر من ذلك ثم قال ابن عمر: قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " كان الكفل في بني إسرائيل لا يتورع من ذنب عمله فأتته امرأة فأعطاها ستين دينارا على أن يطأها فلما قعد منها مقعد الرجل من امرأته أرعدت وبكت فقال لها ما يبكيك أأكرهتك على ذلك؟ قالت : لا ولكنه عمل ما عملته قط وما دفعني إليه إلا الحاجة فقال : أتفعلين هذا ولم تزنين قط فقام عنها وأعطاها المال وقال : والله الذي لا إله غيره لا أعصي الله بعدها أبدا فمات من ليلته فلما أصبح وجدوا مكتوبا على قبره إن الله قد غفر للكفل والكفل هذا غير ذي الكفل المذكور في القرآن فإن هذا رجل عابد والذي في القرآن نبي مرسل "
ألا وصلوا أيها المؤمنون وسلموا على صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر خير من صلى وصام
وضحى وزكى وأفطر فقد أمركم الله بذلك في كتاب يتلى إلى يوم المحشر { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً } اللهم صل على محمد ما ذكره الذاكرون الأبرار وصلى على محمد ما تعاقب الليل والنهار وأرضى اللهم عن أصحاب محمد من المهاجرين والأنصار اللهم وارحمنا معهم بمنك وكرمك يا عزيز يا غفار اللهم اغفر لنا في جمعتنا هذه أجمعين اللهم اغفر لنا في جمعتنا هذه أجمعين اللهم بلغنا رمضان وأعنا على صيامه وقيامه اللهم إنا نسألك بأن لك الحمد أنت الله لا إله إلا أنت لا تواريك أرض أرض ولا سماء سماء لا يخفى عليك جبل ما في وعره ولا بحر ما في قعره لا تحيط بك الظنون ولا يصفك الواصفون لا تدركك الأبصار ولا تراك في الدنيا العيون نسألك اللهم باسمك الأعظم ووجهك الأكرم أن تبلغنا رمضان وتعيننا على صيامه وقيامه اللهم اجعل ما نقدمه فيه من عمل عملا خالصا لوجهك وحدك يا رب العالمين اللهم ارزقنا في رمضان وفي غيره الإخلاص لك يا رب العالمين يا حي يا قيوم اللهم وفق إمامنا بتوفيقك وأيده بتأيدك اللهم وفقه لهداك واجعل عمله في رضاك اللهم اجعل وأمراءه وإخوانه رحمة على البلاد والعباد يا رب العالمين اللهم أعطنا ولا تحرمنا وزدنا ولا تنقصنا وأكرمنا ولا تهنا عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .
| |
|