حمس لرجام عاملي
عدد الرسائل : 1902 العمر : 62 العمل/الترفيه : الأنترنت تاريخ التسجيل : 04/09/2008
| موضوع: رمضان الفاسقين السبت أغسطس 29, 2009 12:16 pm | |
| العجيب أن الأيام المقدسة والأماكن المطهرة لها في كل الديانات وعند جميع الناس احترام وتقدير، فأعياد الفصح والميلاد لها عند اليهود والنصارى التقدير والتعظيم مع تحريفهم للديانات، بل وجدنا من يحترم رمضان من النصارى، والعجيب أن رمضان في حياة المسلمين يقسم إلى أقسام، فمنهم السابق إلى الخيرات، ومنهم المقتصد المكتفي بأداء الفرض مع تمني انقضائه، ومنهم الظالم لنفسه الذي يقصر، وربما لا يؤدي هذه الفريضة.
وأظنك أخي الكريم تشاركني الرأي في أن رمضان في حياة الفاسقين لا يعدوا أن يكون سوقاًَ للمعاكسات وسهرات وطرب وحفلات رمضانية، والعجيب أن القنوات الفضائية الرسمية منها والخاصة تتسابق لنشر الرذيلة والانحلال والعري تحت اسم فوازير رمضان أو ليالي رمضان أو سهرات رمضان حتى تطبع الناس على هذا الواقع المرير، ولا أظني مخطأ إن قلت إن الإثم موزع بين ثلاثة شركاء:
الأول: الحاكم ويمثله في ذلك وزير الأعلام ووزارته.
والثاني: المنتج والمخرج.
والثالث: الممثل أو المغني مع جميع المشاركين له في هذا العمل ناهيك عن الآثام والأوزار التي يحملونها إثر هذا الهرج الذي يعرض.
إن أعلامنا اليوم الموجه لأمتنا أصبح سوقاً للفاسقين ودعارة للهاوين ومرتعاً للمخنثين، ومأوى للفاحشة ومستنقعاً للرذيلة دون مراعاة لحرمة الشهر الكريم الذي قال الله فيه: " شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن...". " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ".
إشارة إلى أن هذا الشهر هو شهر دعاء وعبادة، فما فائدة حسنات النهار والامتناع عن الطعام ومن ثم يفطر المرء على هذا الفسق والفجور، وإني لأنصح في هذا المقال كل من ولاة الله ومسؤولية بدأ بالحكام ونهاية في أولياء الأمور في بيوتهم أن يتقوا الله فيما استرعاهم فيه، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ". وإن هذه الدعارة المغطاة باسم الفن مع تكرارها وتعود الناس عليها ستتحول إلى عرف يتعارف عليه الناس في كل عام في هذا الموسم العظيم ليتحول رمضان إلى موسم طرب وسهرات بدل قيام الليل والعبادات، وليعلم أهل الصلاح أن رمضان موسم تنافس بين الصالحين والفساق كل يحاول بسط ونثر ما عنده في رمضان، فإما أن يصير رمضان للفاسقين أو يعود مرة أخرى للصالحين، ولا أظني مخطأ إن قلت أن الباطل يندحر بمقارعته وإنكاره ورده وينتشر ويتعاظم بالسكوت عليه والرضى به: " ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ".
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.. | |
|