فاروق مناصر
عدد الرسائل : 169 العمر : 41 العمل/الترفيه : التربص المزاج : متفائل تاريخ التسجيل : 16/02/2009
| موضوع: النصر لنا أيها المسلمون.. رغم المآسي والجراح الجمعة أكتوبر 09, 2009 12:31 am | |
| [center] [color:6425=red ]النصر لنا أيها المسلمون.. رغم المآسي والجراح[/color] [color=cyan]| بقلم : بن عجايمية بوعبدالله كثيرا ما كنا نسمع ولا نزال عن "الاسلاموفوبيا"، هذا المصطلح أو المفهوم الذي ظهر مأخرا في قواميس الإعلام والسياسة خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م، فصدعت به رؤوس وقطعت به أعناق وهددت بسببه أرزاق واحتلت بالتشدق به دول كانت بالأمس تنعم بالأمن والسيادة ورملت به نساء ويتمت لسوء استخدامه أطفال ومازالت القائمة مفتوحة، إن معناه ببساطة الخوف من الإسلام والتحذير منه ورميه بشتى التهم المفبركة والجاهزة في زمن اختلطت فيه الأفهام ونسف الحق والعدل برياح التيار المادي المفلس.
قال آرييل شارون في إحدى المناسبات الإسرائيلية -ومعذرة للإخوة والأخوات على الاستدلال بهذا المسخ اللعين- قال: "خلال السنوات القادمة سوف تتسع دائرة المصالح الإستراتيجية لإسرائيل لتشمل ليس فقط البلاد العربية في حوض البحر الأبيض المتوسط ولكن الشرق الأدنى بأكمله، ولا بد أن تمتد حتى إيران وباكستان والخليج وإفريقيا..."
وقالت إذاعة إسرائيل في يوم 05/09/1978م: "إن عودة الروح الدينية التي تظهر من جديد في المنطقة العربية تشكل تهديدا مباشرا لإسرائيل ولمستقبل الحضارة الغربية بأسرها..."
وفي تصريح آخر لـ: كنبل بئرمان رئيس الوزراء البريطاني الأسبق أما مجلس العموم: "إنه من الواجب الحيوي والمقدس على الإمبراطورية أن تواجه بكل الوسائل قيام أي وحدة أو اتصالات روحية أو ثقافية أو دينية بين الشعوب العربية والإسلامية..."
وآخر مقولة اخترتها لهذا الموضوع – على سبيل المثال لا الحصر- للمفكر مورو بريجر الذي قال: "إن الخوف من العرب واهتمامنا بالأمة الإسلامية ليس نابعا من وجود البترول بغزارة عند العرب، بل بسبب الإسلام..."
هذه مقولات أربع وغيرها كثير انتقيتها من جهة لكي أثبت فيها فكر المآمرة وحضورها الدائم في التخطيط الغربي والاستراتيجي في التعامل مع قضايانا الداخلية والخارجية، ومن جهة أخرى لكي يصحوا دعاة التطبيع من سباتهم العميق وأحلامهم الوردية الذين باعوا مبادئهم، حجتهم في ذلك أن السلم والمفاوضات هي الحلول الناجعة لقضية شائكة ومعقدة اسمها القضية الفلسطينية، التي اغتصبها الصهاينة عنوة ويحاول العرب استرجاعها بالطرق السلمية مناقضين بذلك المنطق القائل: "أن ما أخد بالقوة فلن يسترد إلا بها."
ضعف في الأمة... آيل إلى زوال
من أشد الآفات التي نعاني منها هو أننا ننسى التاريخ كثيرا بل وننساه بسهولة، على العكس من ذلك فإن الكيان الصهيوني لم ينس أبدا معاناته مع محمد صلى الله عليه وسلم ولا نكباتهم ومآسيهم مع عمر بن الخطاب ولا حتى ما فعله هتلر معهم إبان الحرب العالمية الثانية ليقيموا بذلك دولتهم منتقمين ولا يزالون رغم أنوف الملايين من العرب والمسلمين، فسلبت كرامتنا وطمست شخصيتنا الإسلامية وضاع كياننا واندثرت هيبتنا في المحافل الدولية، فلا تذكر المنطقة إلا ويذكر معها التوسع على حساب أراضيها وكذا الثروة النفطية والسوق التوسعية، أما القواعد العسكرية فحدث ولا حرج.
والذي زاد الطين بلة وزاد نزولنا إلى الدرك الأسفل هو الخلافات العربية والإسلامية بين بعضهم البعض، خلافات عمقت الهوة وزرعت الأحقاد لتجد قوى الاستكبار العالمي من هذا الوضع مجالا خصبا لضمان مصالحها وتنفيذ مشاريعها في المنطقة.
أيعقل مثلا أن مشكلا مثل الصحراء الغربية يعيق قيام وحدة بين دول المغرب العربي ويزرع خلافا معقدا بين دول القارة بأكملها الذين انقسموا بين مؤيد ومعارض لهذا الطرف أو ذالك، أم هل يعقل أن جزرا صغيرة بين الإمارات العربية المتحدة وإيران، وجزرا أخرى بين قطر والبحرين يحل على مستوى محكمة العدل الدولية، فأين جامعة الدول العربية من هذا الخلاف أو بالأحرى أين منظمة المؤتمر الإسلامي أو حتى مجلس التعاون الخليجي، أم أن نفوس العرب والمسلمين ضاقت إلى حد لم تعد تحتمل الإخوة والأصحاب والجيران؟
أما آن الأوان...
أما آن لنا أن ننسى خلافاتنا الهامشية ونعد العدة للخطط التي تحوم حولنا من أطماع تكيد للإسلام والمسلمين شرا.
أما آن للحكومات والأنظمة العربية والإسلامية أن تتحرر من الهيمنة الخارجية وتلتف على شعوبها بتنمية الحريات والوقوف صفا واحدا ضد المخاطر والتحديات.
أما آن لنا أن نأخذ العبر مما فعله الاتحاد الأوروبي التي رمت دوله كل خلافاتها التاريخية وراء ظهورها وأعادت بناء مجد أوروبا وأدهشت بتجربتها الفريدة العالم بأسره لما حققته من إنجازات، كان أبرزها وأهمها على الإطلاق توحيد العملة التي أصبحت تنافس الدولار الأمريكي في البورصات العالمية.
أما آن لنا أن نرجع إلى ديننا الحنيف وقيمه الرفيعة ومبادئه السامية.
أما آن لنا أن نحدد هويتنا التي تقاذفتها الثقافات الوافدة وننبذ كل أشكال الطائفية المقيتة والقومية التي صرفت عن معناها الحقيقي فنحن مسلمون.. مسلمون.. مسلمون.
أما آن لنا أخيرا أن نسترجع مجدا تليدا بأيدينا أضعناه.
مبشرات النصر
نحن الإسلاميون متهمون دائما زورا وبهتانا بأننا نقدس فكر المآمرة وأن كل الحوادث نفسرها على أنها مآمرة دونما أخذ للأسباب، وعلى ذلك نرد فنقول: نحن نؤمن بفكر المآمرة نعم لأنها موجودة فعلا والذي ينكر المآمرة فإنما ينكر وجود الشمس وسط السماء الصحوة، بل وينكر التاريخ كله بل إنه لا يعرف هذا التاريخ أصلا ولم يستقرأ المستقبل ولم يفهم معادلات الحاضر، كما تنص عليها كل الملل والنحل، فنحن نؤمن بوجود المآمرات ونؤمن في الوقت نفسه بالنهي عن الاستسلام لها والأخذ بالأسباب كل الأسباب لأن سنن الكون غلابة ولا تحابي أحدا، هذا العامل المادي أما العامل المعنوي فأملنا في الله كبير من خلال جملة من المبشرات التي ساقها لنا المصطفى صلى الله عليه وسلم قبل أربعة عشر قرنا نسوق فيما يلي بعضها على سبيل المثال لا الحصر: ما رواه مسلم في صحيحه وأبو داوود والترمذي وابن ماجة وأحمد عن ثوبان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله زوى لي الأرض-أي جمعها وضمها- فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي يبلغ ملكها ما زوى لي منها."
فهو يبشر باتساع دولة الإسلام بحيث تضم المشارق والمغارب وهذا لم يتحقق من قبل ونحن بانتظاره كما اخبر بذلك الصادق المصدوق. ما رواه ابن حبان في صحيحه: "ليبلغن هذا الأمر- أي هذا الدين- ما بلغ الليل و النهار، ولا يترك الله بيت وبر ولا مدر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزا يعز الله به الإسلام وذلا يذل الله به الكفر."ما رواه أحمد والبزار عن النعمان ابن بشير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكا عاضا( والملك العاض أو العضوض هو الذي يصيب الرعية فيه عسف وتجاوز، كأنما له أسنان تعضهم عضا)، فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها الله إن شاء أن يرفعها،ثم تكون ملكا جبريا (ملك الجبرية هو الذي يقوم على التجبر والطغيان)، فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت."ما رواه أحمد والدارمي وابن أبي شيبة والحاكم عن أبي قبيل قال: كنا عند عبد الله بن عمرو بن العاص وسئل: أي المدينتين تفتح أولا القسطنطينية أو رومية؟ فدعا عبد الله بصندوق له حلق قال: فأخرج منه كتابا قال فقال عبدالله: بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب إذ سئل رسول الله: أي المدينتين تفتح أولا القسطنطينية أو رومية؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مدينة هرقل تفتح أولا." ويعني القسطنطينية، ورومية المقصودة في الحديث الشريف هي روما عاصمة إيطاليا اليوم.
إضافة إلى مبشرات كثيرة لا يسع المقام لذكرها كلها كانتشار الصحوة الإسلامية وانهيار الأنظمة الشمولية والأزمة الاقتصادية العالمية الأخيرة وبدايات انهيار النظام اللبرالي...فلا تحزنوا أيها المسلمون فالنصر قادم | |
|